فتاة كانت ، تهيم في كل واد ، من أودية الهوى
ثم عرفت الحق وأحبته والتزمت به ، ولم تفرط فيه ..
وصلت اليها رسالة طويلة رقيقة الحواشي تذكرها بأيام سلفت ،
فماذا كان رد هذه التي تحلق الآن عاليا في الفضاء
لقد أجابت في رقــة .. وقــوة .. وروعـة .. وحرارة إخلاص
بهذه الكلمات النورانية المشرقة
ماذا أقول ْ
لضائع ٍ ضـلّ الطريــق
ما زال يخدعــهُ البريـــقْ!!؟
تتراقص النغمات في العينين
والعقل...زباله
لا يستفيق ...
فقوارعُ الأيام لم توقظ خياله ،
وهواتفُ الأنوارِ ،
_ عن بعد _ حياله
لا يستفيقْ ...
لا يستفيقْ ...
على مكر الدهاةِ الآثمين ؟
الضالعين في الخيانة والفجور ..
** **
أأقول أني ناصحة ؟!
إذن فلتستمع
لكن رويدك
إني عرفتُ الحقَ إيماناً وقوه
إني عشقتُ النورَ يملأني فتوه
أنا ما عرفتُ الحبَ حقـاً ،
قبل هذه الآونة
ها قد وجدتُ النفسَ يملأها اليقينْ
ويشيعُ في أنحائها نورٌ معينْ
ويزيحُ عنها كلَ أثقال السنينْ
ويفجرُ الطاقاتِ تترى ،
تعملُ الخيرَ بحبٍ لا تلينْ
إني وجدتُ الروحَ والريحانْ ..
.. دنيا ودينْ
فسترتُ عوراتي التي ،
تكشّفتْ منذ سنين ..!
** **
كنت أضحكْ ،،،
ملء هذا الفم أضحكْ
لكنِ القلبَ يزمجرْ بالضياعْ
كنتُ أشدو،،،
لكنِ الروحَ تولولْ بالصراعْ
لم أكن أعرفُ لي ،.
غيرَ دربٍ للغوايه
كنت أزعمْ ،...
إنما هذي هوايه !!
كنت بلهى ..!
لم اكن أدري بأني ،..
قد رسمتُ ألفَ فصلٍ في الروايه
لم أكن أدري بأن مراكبي دون شراعْ
لم تسر ..غير ذراع
كانت حياتي خاويه
أحسست أني في ضياعْ
فتمــــرّدتْ ..
كـلّ أعضــائي وثـارتْ
وتبخـرت أحــلامُ عمري ثم طارت..!
كيــف لا أنجــو بعمــري ،
مـن متاهــاتِ الضيــــــاعْ ..؟
وعــرفتُ أنـي سـائبــهْ
لكــــن ظننـــــتُ،
_ وســاء ظنـــــي _
أنـــــي ... أنـــــي .. أني خائبه
فجثــوت أضرع دائبــه
وتعالــت الصرخــاتْ ..
وتهــاوت الدمعــاتْ..
أنــــا يا إلهـــي تـائبــهْ..
أنــا تائبــهْ..
أنــا تائبــهْ..
أنــا تــائبه
فوجدته قربي ،
ينير لي دربــي ،
فشعــرتُ بالأنـــــسِ
وفرحـــتُ من قلبـــي
وهتفـــتُ : يـا ربي
رحمــاكَ يا ربي .. رحماك يا ربي
وجدتُ رحماناً رحيما
يسترُ العبد ، ويســـتر ْ
ثم يحلــمْ .. ثم يغفــرْ
وينــادي أن تعــــــــالْ
لا تفكــرْ في المحـــالْ
ليس تدري ،
ليس تدري ،
أنك الآن قريـــبْ
من شفا القبــر قريــبْ
ليس إلا أن تمـــوتْ
ثم جنــاتُ النعـــــيمْ
أو قرار في الجحـــيمْ
** **
صرتُ أقــوى ألــف مــرهْ
صــرتُ أحــــلى ..
صـــرتُ أنقـــــى ..
صــــرتُ ثــــــــرّهْ ..
بمعــني الخــير ينبــوعي تفجـّــــرْ
لــم أعـــــــدْ أخــشى الغــرقْ
لـم يعـــــدْ لحمــــي مبــاحاً،
ومشــــــــــاعــــاً ،
لعيــونٍ فــاجراتٍ في الطرقْ
أنــا لا أهــــــــوى النـــــزقْ !
فحجـــابي صــارَ عنـــوانُ صـــلاحي
ورضــــــا ربي ،
نجــــــاحي وفــــــلاحي
وهنا ....
وهنا تحـــــلو الحيــاةْ
في رحــاب الدّينِ تسمـــــو.. ثم تسمـــــو
ثم تسمــــو.. لا تبــالي بالشيــاه !!
قد عرفــت الآن ..
أن العالم المنكودَ ضيّعــهُ الطغــاهْ
صــار لي اليــومَ هــدف ،
أن أقمعَ الطغيانَ في الأرضِ ، وأنْ أُعلي الشعورْ
صــارت الأيام مــلأى بالحبـــورْ
صــــرتُ أحيــــــا في ســـــــرورْ
في هناء وحبــورْ ..
فتعــــــــالْ ....
فتعــــــالْ واتركِ الريــحَ تــــدوّي
في البـــــــلادِ الخـــاويــــهْ
وانــــــجُ يا هــــذا بجلــــــدكْ..
لا تقــــــــعْ في الهـــاويهْ
عـــانقِ النــــــــورَ لتحيـــــا من جديد
تجــــــدِ القلـــــبَ السعيـــدْ
تعـــرف اللـــــهَ قريبــاً ،
ومجيبــــاً ونصيـــــرْ