[size=24][size=24][size=24]--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله
حامد بن عبدالله العـــــــــــــــــــــلي
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ، حسبنا الله ونعم الوكيل ، نعم المولى ونعـــــــــم النصيـــــــر :
الكذبة الأولى :
ــــــــــــــــــــــــ
هي كذبة "الدول العربية"
وإنما نحن أمة واحدة ، تجمعنـــا ملّة الإسلام ، وأرضنا هي الأرض التي شريعة الله فيها ظاهره ، فهي دار الإسلام ، وسواها دار كفــر ، إن أعلن الجهاد وجب غزوها ، وعلى هذا الأساس يقوم نظامنا السياسي ، على أساس ملّي قائم على العقيدة التي تفرق بين الناس إلى مؤمن وكافر ، كما نزل القرآن ، قال الحق سبحانه ( إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون ) وقال ( يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون ) .
وقال ( الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهو عن المنكر ) .
أما هذه الحدود السياسية القائمة على فكرة الوطنية فإنما هي أوثان في قلوب عابديها ، وحظائر وضعها المستعمر لكي يمزّق أمتنا ، ويضعف قوّتها ، وليسهل عليه إضعافهــا أكثر بأولياءه ، كلما امتد أمـــــده .
وكلها كـــــذبٌ وزيـــــــف ، وما ينبى عليها ، ويقوم عليها مثلها هراءُ ، وهي كيانات الضرار التي وظيفتها تحقيق أهداف أعداء الله في روح الأمة وجسدها .
ولهذا أمرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن لا يكون لنا سوى إمام واحد ، وأمرنا قائلا ( إذا بويع خليفـــتان فاقتلوا الآخـــــــر منهما ) رواه مسلم وغيره .
ومن لم يع بعد أن تعبيد الناس لهذه الحدود السياسية التي نَصبت أوطانا أوثانا ، تُحـَـبُّ كحب الله ، والذين آمنوا أشد حبا لله ، ويُوالي ويُعادي عليها ، ويُقاتل لها وبها وإليهــا ، أنه نقض لأصل الشهادتين ، فهو مــن أشد الناس عمى وضلالــة .
الكذبة الثانية :
ــــــــــــــــــــــ
هي كذبة "الأمم المتحدة " أو "المجتمع الدولي " :
وإنما هي الطاغوت العصري الأكبر ، نصبها الغرب الصهيوصليبي ، لتؤي إليه الطواغيت الصغيرة ، ما يسمى بالدولة العصرية القائمة على دين الوطنيــة ـ دين ما يسمى الدولة العصرية ـ فتلك هي شريعتهم الإبليسية ، ذلك هــو وثنهـــــم الذي إليه يوفضُون ، وصنمهم الذي إليه يزفّون .
وكل هذه جاهلية واحدة ، وهــــو نظام جاهلي واحد مستعبد لإبليس .
وكل مؤسسات " الأمم المتحدة " المؤسسات المالية الربوية ، والثقافية ، وغيرها ، كله فروع هذه الجاهلية العالمية التي أطبقت على الأرض ، لم ينج من العبودية لها إلا خُلـّـص الموحدين ، وقليـــــــل ماهـــــــــــم .
وليس لهذه الأمة قيام إلا بالكفر بهذا الطاغوت ، والتميز عنه ، وكسره ، أما إن بقيت تدين له ، وتحكم به ، وتحتكم إليه ، فهي في حضن الشيطان ملقاة ، وفي ربقة الرق لأعدائها باقية .
الكذبة الثالثة :
ــــــــــــــــــــــ
هي كذبة الأمن العالمي والسلم العالمي وصنم هذه الفرية مجلس الأمن المزعوم:
وإنما هو مجلس الخبث والخبائث ، والخداع والكذب ، شَرَك نصبته الدول الغربية لتعطي لأطماعها ولصوصيتها العالمية ، ونهبها لخيرات الشعوب ، لاسيما الإسلامية ، غطاء من الشرعية الزائفة .
وهذا لا يمنع أن يصدر منه أحيانا ما يلبس الحق بالباطل ، من القرارات التي لاتسمن ولاتغني من جوع ، ولا تثمر إلا ثمرة واحدة ، استمرار بقاء هذا الزيف ، واستدامة تغريره .
وقد أخبر الله تعالى أن هذه الأمة لاتزال مبتلاة بأعدائها يقاتلونها :
( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ) .
وقال : (اسْتِكْبَارًا فِي الأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إلا بأهله فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلا سُنَّتَ الأوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلا * أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا ) ،
وقد قال سبحانه قبلها بثلاث آيات : (هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الأرْضِ فَمَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إلا مقتا وَلا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلا خَسَارًا ) .
والله تعالى لا يقيم وزنا لكافر ، ويمقت أهل الأرض إن استعلى عليها الكفـــــار ، كما في الحديث ( وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب ) رواه مسلم وغيره ، أي قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم ، وكان أولئك البقايا على دين التوحيد ميراث الأنبياء .
والله تعالى بعث هذه الأمة لتكون رسالتها منع هذا الاستعلاء ، قائلا لها ( وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ) .
وقائـــــــــلا (لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ * قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينِ * وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) .
هذه هي سنة الله الكونية ، استمرار الصراع بين الحق والباطل ، وهذه هي فريضته الشرعية على هذه الأمة ، أن تجاهد بحقها باطل أهل الباطل.
فمن آمن بمجلس الأمن فقد كفر بالقرآن ، ومن آمن بالقرآن فقد كفر بمجلس الأمن ، وهذه القضية في صلب الإيمان ، ومن أساس التوحيد ، لاتقبل المساومة ولا مجال فيها لذلك أصلا.
الكذبة الرابعة :
ـــــــــــــــــــــــ
كذبة أن احتلال القرن الماضي لأمتنا ، قد مضى ، وخلف من بعـــده استبداد ، والحق أنه لم يرحل قط ليخلفه شيء ، بل لم يزل موجودا ، لكنه كان يهيمن مباشرة على أمتنا ، ثم لما ثارت عليه الشعوب ، وضع عليها وكلاءه ، ليقوموا بدوره .
وهذا وحده هو الذي يفسر ، أن جميع أهداف أعداء الأمة ، تتحقق فيها ، لا يردها شيء ، في فلسطين ، وأفغانستان ، والعراق ، وفي كل موضع ، لا تصنع هذه الكيانات السياسية ، سوى تحقيق أهــــداف المحتل عدوّ الأمـــّــة نفسه ، سواء بسواء .
فالاحتلال باق لم يزل ، وإن كانت بعض الكيانات السياسية استفادت من الصراع الدولي بين المعسكر الشرقي والغربي ، غير أنها لم تخرج عن كونها مسخرة للدول المستكبرة تدور في فلكها ، لم تخرج عن ذلك قط ، فكل هذه الكيانات كانت ولم تزل امتداد للمكر الذي أسقط الخلافة الإسلامية ، ولن تعود الأمة إلى قوتها ، إلا بسقوط هذا المكر كله برمته .