إن المتأمل في واقع أمتنا وما يحفل به من أدواء يجد أن من أكبر أدواءها الجهل ،
وهذا كما أخبر به الصادق المصدوق من أشراط الساعة فقال ( ويرفع العلم ..)الحديث
مع أن ديننا الإسلامي الحنيف هو دين العلم ، وأول ما نزل من القرآن الكريم
على الرسول صلى الله عليه وسلم المبعوث رحمة للعالمين قوله تعالى:
(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)
و القراءة وانتشار المكتبات دلالة بارزة على أي مجتمع متحضر،
ولكننا نصاب بالخيبة حينما نسمع عن كثرة الإعراض عن هذا الأمر فهذا يدعي التشاغل بالدراسة
وذاك بالرزق وطلبه و آخر بالأولاد ..
وعلى فرض صحة ذلك فلا يمكن ألا يجد أحدنا وقتا ولو قبل النوم لقراء صفحة أو صفحتين
مما يميل إليه من الفنون ..
ومرادي من القراء وقصدي هو القراءة في مصدر العلم الأول والذي لا يمكن أن يحل عنه محل أو بديل ..
الا وهو الكتاب
إخوتي كثيراً ما نسمع أن العرب أمة لا تقرأ ونجد من البعض من يعترض على هذا الكلام
ونحن في الحقيقة قد نجد له مخرجا الآوهو أن الإعتراف بالحقيقة مر ..
لكن هذا هو وزير الدفاع الصهيوني (دايان) يقول أن العرب لا يقرؤون لكونه نشر خطة عسكرية
هزم بها العرب فيما بعد، وعندما سئل: ألم تخش كشف الخطة؟ قال: (إن العرب لا يقرؤون).
وكلامه هذا والحال ما ذكر صحيح ،،
ولا يغيب عن ذهني ظاهرة انهماك فئات من الناس في مجتمعاتنا بالانكباب على
قراءة المواضيع السطحية والتافهة أمثال قراءة الشؤون الرياضية والمسائل الفنية أو حتى القراءة
في المنتديات التي لا تعنى بقيمة الكلمة وكل ذلك خارج عن مرادي في هذا الموضوع ولكن
صدق من قال: (على قدر أهل العزم تأتي العزائم).
وأحسب أن هذه الظاهرة من أسباب ضعف الأمة؛ لأن هذا مظهر من مظاهر ضعفها.
فلماذا ايها الأحبة لا نقرأ ؟
لماذا لا نخصص لنا كتابا مما نرغبه و يشجعنا على الإستمرار في القراء ،
ويزيد من معارفنا ويقوم ألسنتنا و يقوي حجتنا ؟
إخوتي القراء غذا الفكر ، وأمة لا تقرأ أمة لا محل لها بين الكبار وأمة لا تقرأ أمة متخلفة
فاسأل نفسك هل أنت متخلف ؟!..