flash
عدد المساهمات : 400 تاريخ التسجيل : 01/04/2009 العمر : 29 الموقع : www.flash.watanearaby.com
| موضوع: حديث الحيتان جدا مشوق الجمعة 10 أبريل 2009 - 1:23 | |
| حديث الحيتان جدٌ مشوق ، وقبل أن نخوض فيه نعود قليلا إلى الماضي،ونقلب صفحات تراثنا العربي على عجل لنرى ماذا كتب أسلافنا عن الحوت،فقد تردَد ذكره في كتبهم وشاهده ملاَحوهم،الذين جابوا المحيط الهندي وبحار الصين.هذا بالإضافة إلى قصة التقام الحوت لسيدنا يونس المعروفة في القرآن الكريم.وذكروا أن بقرية (سيراف) بيوتا لطافا، سقوفها من ضلوع هذا الحوت. وسمعت من يقول: أنه وقع في قديم الأيام إلى قرب (سيراف) منه واحدة، فقصد للنظر إليها، فوجد قوما يصعدون إلى ظهرها بسلم لطيف. والصيادون إذا ظفروا بها طرحوها في الشمس،وقطعَوا لحمها،وحفروا لها حُفراً يجتمع فيها الودك.ويعرف من عينها بالحرارة، إذا أذابتها الشمس، فيجمع ويباع على أرباب المراكب،ويخلط بأخلاط لهم تُمسح بها مراكب البحر وسد بها خرزها، وما تفتّق منها...)) وكلام (السيرافي) صحيح في جملته. وتنقسم الحيتان تبعاً لنوع التغذية قسمين كبيرين: أحدهما يتغذى على اللحوم والأسماك، ويتميز بوجود الأسنان في فكه.والآخر يتغذى على الكائنات البحرية الدقيقة التي يرشحها بمصفاة ضخمة في فمه.وأما ما نراه من نافورة فوّارة، ترتفع فوق رأس الحوت، فيعزى إلى هواء الزفير الساخن الذي يطره الحيوان بقوة فيتكثّف بخار الماء الموجود فيه نتيجةً لبرودة الجو، ويبدو على هيئة نافورة ماءٍ.وللحوت مقدرة عجيبة على تحمُّل اختلافات كبيرة في درجة الحرارة، وعلى تحمُّل الضغط أيضاً، فهو يغوص إلى عمقٍ قد يصل إلى سبعمائة متر تحت سطح الماء.وتهاجر الحيتان في أفواج كبيرة ،وبخاصة في موسم تكاثرها ، وتقطع في سبيل ذلك رحلة طويلة بين البحار الجنوبية ، والبحار الشمالية عبر خط الاستواء.وثمة عدة أنواع مشهورة من الحيتان، وهي التي يجري الصيادون وراءها في البحار.منها الحوت ذو الزعنفة، وهو ضخم الجثة،يُستخرج منه نحو مائة برميل من الزيت، ويتميز بزعنفةٍ فوق ظهره، ويسير في تجمعات كبيرة.ومنها الحوت الحقيقي، والحوت الأزرق، والحوت الأحدب..الخولايمكن الجزم بأن الإنسان قد احترف صيد الحوت في العصور القديمة، وإن كان من المؤكد أنَّه فطن إلى الزيت في الحيتان التي كانت تضل سبيلها، ويلقي بها البحر إلى الشاطىء، ثم استخدمه في إضاءة المصابيح.وقد بدأ احتراف صيد الحوت في القرن الثامن أوالتاسع الميلادي على وجه التحقيق.وأفاد العرب من زيته ومن عظامه.وكان صيد الحوت مقتصراً في مبدأ الأمر على الأماكن القريبة من الساحل ، ثم توغل الصيادون وراء الحيتان بعيدا في أعالي البحار، وبلغ هذا الأمر أشده في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. وخلال القرن الماضي، أصاب الكساد هذه المهنة بعد أناكتشف الأمريكيون النفط في بلادهم، فاضمحلت صناعة الزيت من الحوت، ثم انتعشت حرفة صيد الحوت مرة أخرى منذ بداية القرن العشرين، وذلك نتيجة للإنجازات العلمية الفائقة التي أدخلت على هذه الصناعة، وأهمها ابتكار طريقة لتسديد الحربةإلى جسم الحوت، وبذلك بإطلاقها من مدفع على سطح المركب يتصل به حبلٌ طويل، ويمكن التصويب بهذه القذيفة على بعد خمسين متراً من الحوت.كذلك استخدمت طريقة مساعدة تتخلص في نفخ الهواء المضغوط في جسم الحوت فيخف وزنه في الماء ليسهل سحبه. والحوت حيوان نافع، يصنع كل جزء فيه، فهو يُطلب أولاً لزيته والذي يُستخدم في صناعة الصابون، والجلسرين، وأنواع الطلاء والفراء، كما يُصنع منه السمن.ويحتوي زيت الحوت على كميات كبيرة من فيتامينات"أ"و"د" التي تعين الأطفال على النمو، وتردعنهم غوائل المرض، كما تستخرج من هذا الزيت أيضاً بعض المركبات الطبية. أما لحم الحوت فيؤكل طازجا أو يُجمد، وما يتبقى من أحشائه ونفايته يُجفّف ويُصنع منه ما يسمى (دقيق السمك)الذي يُستعمل بكثرة علفاً للحيوانات والدواجن لتسمينها بيد أن الحوت أضحى-مع الأسف-مهدّداً بخطر الانقراض لتكالب سُفن الصيد على قتله.وفي عامٍ واحد، قتلت هذه المراكب نحو ستة وأربعين ألف حوت من مياه المنطقة الجنوبية وحدها.ولهذا السبب نُظمت عمليات صيد الحيتان بمعاهدات دولية تُحدد مواسمها وحجم الحوت المُصرح بصيده وغير ذلكهذه طبائع الحيتان فسبحان الخالق العظيم | |
|