السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقطع من برنامج الاتجاه المعاكس تناقش حقيقة بروتوكولات حكماء صهيون
د. فيصل القاسم: جميل منصور في البداية يعني نعرف المشاهدين وخاصة الذين لم يسمعوا كثيراً ولا يعرفوا الكثير عن.. عن بروتوكولات حكماء صهيون، هل هناك فعلاً بروتوكولات تسمى بروتوكولات حكماء صهيون؟ هل هي ملفقة؟ نعطي نبذة عن هذا الأمر.
محمد جميل بن منصور: بسم الله الرحمن الرحيم، شكراً دكتور فيصل، أود في البداية قبل أن أجيب على سؤالكم أن أوظف هذه المناسبة لأوجه تحية إكبار وإجلال لجماهير الشعب الفلسطيني التي تواجه يومياً التطبيق الفعلي لكثير مما ورد في هذه البروتوكولات على مستوى أرض الواقع، وأن أحيي هذه الشعب وقواه الحية بكافة يافطاته واتجاهاته باسم الشعب الموريتاني الذي يتبرأ ويبرأ من كل علاقة مع الكيان الصهيوني، هذا الشعب الذي اجتمع أمس في مقر تكتل القوى الديمقراطية، أهم أحزابه ومنظماته المدنية ليعربوا عن تضامنهم وتأييدهم للانتفاضة وإدانتهم للمجازر الصهيونية وللصمت العربي ولعلاقات النظام المدانة مع الكيان الصهيوني.
أولاً: أود أن أشير إلى أنني لست من الذين يفضلون تضخيم قوة الكيان الصهيوني، ولا من الذين يضخمون قوة اليهود وسيطرتهم في العالم، فأذهب مذهباً وسطاً يعترف بالواقع لا يتنكر له ولكنه لا يساهم في التضخيم، لكن الحقيقة لابد من الاعتراف بها، قضية البروتوكولات -بغض النظر عن نسبة تحقيقها على أرض الواقع –وثيقة مشهورة بلغات مختلفة، اختلف فيها كثير من الناس في صحتها من عدمها، النظر إليها ينبغي أن يكون من زاويتين، زاوية وثائقية تنظر إلى الوثيقة هل هي صحيح من.. صحيحة من الناحية التاريخية؟ وهذا شأن المختصين في التاريخ، وأعتقد أن بذل الكثير من الجهد في هذه المناسبة فيه قد لا يفيدنا كثيراً.
د. فيصل القاسم: صحيح.
محمد جميل بن منصور: لكن محاكمة وثيقة البروتوكولات.. بروتوكولات حكماء صهيون على ضوء الممارسة الفعلية للحركة الصهيونية، ستجعلنا نتشجع لنثبت هذه الوثيقة مضموناً إن لم نثبتها شكلاً، بمعنى آخر إن كانت الوثيقة حقيقية فهي تعبر عن المنطلقات النظرية والحقيقية للحركة الصهيونية، وإن كانت مزورة فزورها عارف بالحركة الصهيونية، فاهم لمقاصدها وأهدافها، فاهم لسياساتها ومسالكها وبالتالي فقد زور أمراً يراه أو يعرفه أو سمعه منهم، هذا رغم أن قضية التزوير فيها شك كثير، وهذا أمر سنأتيه بالتفصيل إن شاء الله.
د. فيصل القاسم: طيب..
كامران قرة داغي: يعني حقيقة شيء حلو جداً إنه بروفيسور روسي (ساجنبي نيلوف) اللي كان هو (نيلوس) المعروف بأنه كان يعني من المعادين للسامية ومن كارهي اليهود ليزور وثيقة لليهود الذين يكرههم حتى يسيطروا بواسطة هذه الوثيقة.. حتى يرسم لهم الطريق كيف يسيطرون على العالم، يعني فيه نوع من.. من المفارقة الغريبة هنا، طبعاً هذه الوثيقة يعني بالأساس.. لا يوجد حتى الآن أي دليل، يعني ما حد يعرف أصلاً هي كيف ظهرت؟ بأي لغة ظهرت؟
كل ما يُعرف عنها إنه ظهرت للمرة الأولى الترجمة الروسية عن الفرنسية وهي قصة عجيبة غريبة إنه ابنة جنرال روسي كانت في باريس واستأجرت واحد يهودي حتى يشتغل.. يعمل لها بعض الخدمات وإذن هو جاب لها وثيقة وباعها لها عبد الرحمن الراشد:ـ 2500 فرنك، وهذه الوثيقة بعدين ترجمها نيلوس إلى اللغة الروسية ونشرت في 1901 وبعدين في 1903 وإلى آخره، يعني حقيقة شيء نوع من الخزعبلات العجيبة الغريبة، وأعتقد إنه حتى يعني أنا رغم إنه مو متخصص في الفكر الإسلامي، بس حتى في الإسلام كل وثيقة يجب أن تكون هناك حجج معينة للتثبت منها، يجب أن تؤخذ أولاً بالمنظور التاريخي في أي وقت كتبت؟ ما هي الظروف التي ظهرت فيها هذه الوثيقة؟ لماذا؟ من هو وراءها؟ من هو اللي صنعها؟ وبعد ذلك التأكد من إنه إلى من تخدم؟ مصلحة من تخدم؟ ومعروفة هذه الوثيقة في وقتها استخدموها النظام القيصري استخدمها لتبرير (البوجرومات) أي الهجمات على اليهود، بعد ذلك استخدمها (هتلر) في كفاحه يذكر فقرات من هذه الوثيقة لكي يبرر بيها موضوع الهولوكوست والتخلص من اليهود، فيعني حقيقة إخفاق بعد ذلك، بعدين أكو هناك شيء يعني أنا في تقديري إنه نوع من الإهانة للذكاء العربي وللذكاء العالمي، نوجه إحنا نيجي نضفي على 300 شخص حسب البروتوكولات اجتمعوا قبل مائة سنة ووضعوا خطة للسيطرة على العالم يعني هاي قدرة إلهية، يعني نضفي عليهم قدرة إلهية حتى القرآن الكريم لحد الآن ماكو شيء أكبر من الله يعني، القرآن الكريم ما قدر، وإذن 300 واحد قاعدين ما حد يعرف مين همَّ، شنو أسماءهم، يعني كيف.. كيف ممكن أن الذكاء البشري يتحمل شي خزعبلات من هذا النوع؟
د. فيصل القاسم: طيب، بس السؤال المطروح –يعني كما قال السيد منصور في البداية- بغض النظر عمن وضع تلك الوثائق، وبغض النظر متى صدرت، وبغض عن كل هذه الأمور، يعني لنترك هذه الأمور جانباً ونبدأ بالبحث في مضمون وكنه هذه الوثائق لنرى أنها –كما يقولون يعني- أنا أقول لك أنها مطبقة على أرض الواقع بنسبة هائلة جداً، يعني بنسبة تسعينية أو أكثر، وهو المهم. هل تستطيع أن تنكر ذلك؟ يعني نترك الجانب التاريخي والوثائقي جانباً كما قلت.
كامران قرة داغي: يعني أنا عندي رد بسيط على هذا السؤال وهو أنه يعني أعتقد إنه الآن ما فيه واحد يحسد إسرائيل، إسرائيل في وضع لا تحسد عليه، رغم كل شيء، فلو كانت.. لو كان عندهم ها القدرة الإلهية يعني لكان حلَّوا المشكلة من زمان وانتهواو إلى آخره، وإذن وضعهم الآن.. وضع إسرائيل وضع صعب جداً ووضع حرج وصح همَّ محتلين فلسطين والشعب الفلسطيني يتعرض للهجمات ويتعرض إلى.. إلى عدم الاعتراف بحقوقه، هذا كله صحيح، ولكن مع ذلك الواقع هو أن وضع إسرائيل الآن ليس.. ليس وضع يعني يسمح لأحد أن.. أن يقول إنه هادول هم وضعوا حكماء.. حكماء صهيون بها العقل الخارق.
د. فيصل القاسم: كويس جداً، سيد منصور سمعت هذا الكلام، نسف كامل لمفهوم البروتوكولات وإنه إسرائيل واليهود والصهيونية في وضع يعني يُرثى له إذا صح التعبير.
محمد جميل بن منصور: طيب، شكراً جزيلاً، أنا أعتقد أولاً أنه هذه المسكنة لإسرائيل، لكيان الصهيوني أعتقد أنها مقابل التضخيم هي خدمة من نوع آخر للكيان الصهيوني، نحن نخدم الكيان الصهيوني بنوعين إذا ضخمنا قدراته، وأعطيناه ما لا يملك وصورناه بالصورة التي تخالف واقعه، فكأننا نزعج الناس منه ونخوف الناس منه، وإذا مسكناه وجعلناه ضعيفاً مسكيناً مُهاناً مستعمراً، وبالتالي هي صورة أخرى من صور الخدمة، أربأ بمحاوري عنها، دعني قليلاً أرجع إلى الوراء، لأقول للسيد الكريم أنه في مختلف مراحل التاريخ كان للشر صولات وكان العنف وأصحاب الشر وأصحاب الباطل يهيمنون في فترات من التاريخ، ولا يعني ذلك أن الأمر يتعلق بأن هذا الباطل مهما كان بسيطاً، مهما كان متواضعاً لا يمكن أن ينتشر ويفشو، فسنة التاريخ تؤكد أن أهل الباطل.. أن أهل الانحراف يمكن أن يسودوا في مراحل زمنية معينة، ذلك لا يضفي على انحرافهم وعلى باطلهم صدقية.
د. فيصل القاسم: طيب.. طيب
محمد جميل بن منصور: اسمح لي قليلاً فيما يتعلق بالوثيقة تاريخياً، حتى لا نتجاوز هذا الأمر كأننا سلمنا بأنها مزورة من الناحية الوثائقية (وايزمان) (رئيس المؤتمر اليهودي، في مذكراته دفاعاً عن أحد أساتذته ليبرأه من وضع الوثيقة، يثبتها بطريقة أخرى في مذكراته في الصفحة 104 يتحدث عن أستاذه (ايشاغزبر) المشهور بـ(أحد عام)، يقول عنه في مذكراته: "ولا أعلم لماذا اختار دعاة اللا سامية هذا الشخص والمفكر النزيه ليرموه بأنه زعيم تلك المؤامرة الغامضة والمسرحية المغزية التي عُرفت باسم حكماء صهيون، فكأن دعاة اللا سامية كلما أرادوا لصق التهمة بأحد اختاروا وأشاروا إليه، كأنه هو الذي وراء هذه المؤامرة اليهودية الشريرة"، فهو أثبت في مذكراته –من حيث ربما لا يشعر أو لا يقصد- أنها مؤامرة يهودية فعلية، ولكنه برأ أستاذه منها، المؤرخون ودارسو الوثائق من العرب وغيرهم توقفوا عند حوادث مشهورة أثبتت أن هذه الوثيقة موجودة وأن لها صلة باليهود حقيقة أو بقربةٍ منهم، والكاتب الإنجليزي (اشتسترتون) في مناقشته الوثيقة هل هي موضوعة أم حقيقية؟ خولص بأنه بغض النظر عنها، فالخلاصة أن لسان الحال أصدق من لسان المقال، والممارسة الصهيونية اليوم للكيان الصهيوني الذي مسكنه صاحبنا تثبت فعلاً أن هذه البروتوكولات..
د. فيصل القاسم [مقاطعاً]: كيف؟.. كيف؟ ندخل في التفاصيل.
محمد جميل بن منصور: نعم.. نعم، أنا أما في ملخص للبروتوكولات جميعها، سواء تعلقت بالناحية الاقتصادية والمالية، أو تعلقت بالناحية الإعلامية أو تعلقت بالناحية الاجتماعية الأخلاقية، أو تعلقت بالناحية السياسية، فحين نلقي نظرة على ممارسة الحركة الصهيونية.
ارجو من كل صاحب رأي طرح رأيه للنقاش
تحياتي للجميع
وطن