جابر بن حيان بن عبد اللّه الطرطوسي الكوفي المعروف بالصوفي، كنيته أبو عبد اللّه ويُقال أبو موسى، ولد في بدايات القرن الثاني الهجري.
أصله من الأزد، وولد في خراسان من أبٍ عربي وأمٍ عربية، أرسله والده إلى الجزيرة العربية للاتصال بقبيلته، فبقي هناك إلى أن بلغ أشدّه، وأتقن العربية، وتعلّم القرآن والحساب وعلوماً أخرى.
أثناء فترة وجوده في الكوفة اتصل بالإمام جعفر الصادق (ع)، ثُمَّ بالبرامكة الذين قدّموه إلى بلاط الرشيد (ع)، وكانت له ساعة معينة يدخل فيها على الإمام الصادق (ع) ليأخذ العلم منه.
برع في صناعة الكيمياء حتى اقترنت باسمه، وتمكن من اكتشاف وتركيب الكثير من المركبات الكيميائية، فهو أوّل من استخرج حامض النتريك وسمّاه زيت الزاج، وأوّل من أكتشف الصودا الكاوية، وأوّل من استحضر ماء الذهب، وأوّل من وصف أعمال التقطير والتبلور والتذويب والتحويل، ويُنسب إليه استحضار مركبات أخرى مثل كربونات البوتاسيوم، وكربونات الصوديوم، وقد درس خصائص مركبات الزئبق واستحضرها.
حاول بإرشادٍ من الإمام الصادق (ع) أن يحرّر الكيمياء من أساطير الأولين، فنجح في هذا السبيل إلى حدٍّ بعيد.
ارتبكت حياته كثيراً بعد أن أنزل الرشيد النكبة بالبرامكة، حيث اضطره الخوف على حياته إلى العيش متخفياً فترة طويلة من حياته في مدينة الكوفة.
توفي في طوس سنة 200هـ، وقيل سنة 198هـ.
يُعتبر مؤسساً لعلم الكيمياء، وقامت على أساس مباحثه مدرسة، وظهر بعده تلاميذ، وأصبح علم الكيمياء يُنسب إليه، وقد ابتكر ما يُعرف بعلم الموازين وأدخله في الكيمياء وألف كتاباً فيه.
هو صاحب أول إحصاء للعلوم، فقد وضع تصنيفاً أدخل فيه العلوم الشرعية إلى جانب العلوم الفلسفية.
اشتغل في الكثير من العلوم وبرع فيها كالفلسفة، والمنطق، والطب، والرصد، والرياضيات، والكيمياء، والميكانيك، والفلك، وسواها من المعارف الإنسانية، إلاَّ أنَّ شهرته بالكيمياء طغت عليه وعرف بها.
يُعتبر من أكثر العلماء إنتاجاً وتأليفاً في معظم الثقافات، ومؤلفاته الكثيرة تدل على عظيم مكانته وتفوقه العلمي.
كان متعدّد الثقافات، وبرع في مختلف أصناف العلوم، فقال عنه السيِّد محسن الأمين: «كان حكيماً رياضياً فيلسوفاً عالماً بالنجوم، طبيباً منطقياً، رصدياً، مؤلفاً، مكثراً في هذه العلوم وغيرها.
كما أنَّ عالـم الكيمياء الفرنسي برتلو اعتبره المؤسس لعلم الكيمياء، حيثُ قال: «لجابر في الكيمياء ما لأرسطوطاليس قبله في المنطق».